السلام عليكم ورحمه الله وبركاته والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرآ أما بعد: لطالما قرأت استشارتكم في موقعكم الرائع هذا فوددت ان اضع مشكلتي هنا وانا واثقه بقدرت الله ثم قدرتكم على حلها
أنا فتاه في ٢٠ من عمري تربيت في عائله مكونه ٣أخوات فتيات وأم وأب الله يحفظهم لي وانا الرابعه بين اخوتي والاصغر بينهم مشكلتي من ناحيه واحده وهي الناحيه الشخصيه او الذاتيه.. فأنني انطوائيه كثيرا وهذا يتعبني كثيرا بمجرد قول اهلي بأننا سنذهب لمكان ما اتضايق كثيرا واخرج رغما عني وانا صامته دون ان اقول شيء لكي لا اجرح احدآ منهم
وايضآ اتضايق اكثر إذا ذكرت امي او ابي بأن علينا زياره جدي او جدتي او احد اقاربناهذا التضايق ليس فقط في اسرتي او او عند ذهابي لأقاربنابل حتى في المجتمع التعليمي اقصد المدرسه في الحقيقه كسبت العديد من الصداقات الرائعه جدآ ولكن فقط هذه الصداقات داخل فصلي فحسب
أنا مرحه بعض الشيء مع من اعرف وخجوله جدآ وانطوائيه مع مالأعرف بمعنى لا اتجرأ على كسب صداقات خارج إطار فصلي او عائلتي فالكثير من صديقاتي يكونون صداقات خارج إطار فصلهم مع منهم اكبر سنا منهم او اصغر
انطوائيتي هذه بدأت اكثر حينما يبدأ الناس بالنظر إلي بحيث انني لست جميله ابدآ وهذه النظرات تؤثر علي كثيرا وتغرقني في كثير من الافكار واتعب كثيرا من هذه الافكار كآننهم يقولون عني (انظروا شكلها مضحك او غريب) وحقيقه هم دائما يحدقون بي
النظرات هذه ازدات حينما دخلت لمجتمع تعليمي جديد الا وهو الجامعه اعود الى البيت وانا مرهقه من التفكير وهذا زاد من انطوائيتي كثيرآ حتى اهلي يضحكون علي كثيرا بسبب شكلي لا اقول انه سيئ ولكن لست جميله تعبت كثيرا فأنا فوق انطوائيتي وخجلي المفرطان كتومه جدآ
حيث انني لا اقول لاحد سبب حزني او آلمي أريد ان اشكو فقلبي يتألم لاني اتعبه بالكتمان ومشكاتي ايضآ انني لدي حب للتملك ليس للأشياء بل للناس وبالذات في عائلتي قبل فتره هناك خاطبان يرودون ان يخطبوا اختاي ومن تلك اللحظه وانا اشعر بالضيقه كثيرا حيث لا اريد انهما يذهبان ليس لشيء ولكن لا استطيع الاعتماد على نفسي وغيابهما سيشكلان عائق لي في حياتي
أعرف ان هذه انانيه ولكن هذه نفسي أريد حقا ان اتغيررررر فلقد تعبت من انطوائيتي والكتمان وانانيتي. اعذروني لإطالتي ولكن حقا أشعر بالراحه بعد ان كتبت مشكلتي وأتمنى منكم ان تنصحوني وشكرآ
الأخت الكريمة الراشدة الفاضلة:
مرحبا بك وأهلا برسالتك التي أسعدتنا لبساطتها وفطرتها والتي تعد ميزة كبيرة بعيداً عن التكلف والكتمان.
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هون على نفسك ومرحى بك في طلب النصح والمشورة والإرشاد، فلست سيئة إلى هذا الحد، والجمال أبدا لم يكن جمال الشكل بل جمال الخلق والأدب؛ وهذه حقيقة يوقنها كل الناس حتى من ينبهر بالشكل الخارجي فسرعان ما يختار زوجة طيبة المعشر حسنة الخلق فيسعدان معاً.
ومن الطبيعي فى هذا السن الاهتمام بالمظهر والقلق بشأنه حتى من أجمل الجميلات، وأيضاً القلق الطبيعي بشأن تصور الآخرين وإدراكهم عنى وبخاصة في مجتمع الجامعة والأقارب، وينتهي كل هذا بمرور الوقت إلى الأفضل.
ربما هذا القلق تسمينه انطوائية بينما هو قلق اجتماعي له تدريبات نفسية فعالة، صحيح أنها قد تصبح مشكلة إذا تمنع الفرد من طلب حقه ومن التعبير عن رأيه ومن البوح بما في نفسه ومن مشاركة الآخرين بل وقد يحصل بسببها على سخرية الأقران والأغراب.
ولكن هل تشاركينني الرأي أن لكل مشكلة حل؟
بلى، كل ما تحتاجين إليه أختي هو أمران على الأقل هما تحسين صورتك عن نفسك وهو ما نسميه مفهوم الذات فكما يصنع الميزان من الأفضل أن تقومي بصنع قائمتين واحدة للصفات الإيجابية وأخرى للصفات السلبية وهى الصفات التي يمكن بالإرادة تغييرها، وثمة تدريبات متعددة لتحسين مفهوم الذات. وكثيراً ما يلزم النظر إلى الجوانب الايجابية وتذكرها وبخاصة في زيارات الأقارب وفى الجامعة وقبل كل موقف من شأنه الانشغال به.
الأمر الثاني: وهو التدريب على مهارات التوكيدية بمعنى بسيط التدريب على إثبات الذات والتعبير عما في النفس دون خوف أو توتر أو قلق، وإتقان مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي وفهم طبيعة وأنماط الشخصية كي يمكن مواصلة القدرة على التعبير عن النفس بثقة.
أختي الكريمة: عندما نطمئنك فإن ذلك ليس عبثا بل لأن علم نفس النمو يؤكد عبر دراساته المختلفة أن ما تشتكين منه هو من رواسب سن المراهقة وحقا يمر كل الناس بهذه المرحلة وبكل خصائصها.
وهنا نهنئك لأنك بعمر العشرين أي سن الشباب سن الاتزان سن دراسة الأمور بتعقل وروية ومن أكثر من جانب وهو كذلك السن الذي يمهد للدخول لمرحلة الرشد والنضج.
لست أنانية ولا تقلقي بشأن زواج أختيك بل شاركيهم فرحتك بهم وكوني معهم بصدق ومرح وذكاء المتعلمة لطبيعة وعقلية الشباب.
ومن ذلك مثلاً تدرجي في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدئي بمجموعة صغيرة وتحضرين كلمة قصيرة تحضيراً جيداً وتتدربين على إلقائها مسبقاً ثم تلقينها عليهم وتكرري ذلك، ومع كل مرة تزيدين من عدد المستمعين لك حتى تزدادي ثقة بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعياً بالنسبة لك.
كما يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة، وعززي ثقتك بنفسك وبقدراتك.
تعلمي المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة، ومعرفة أن مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية.
ومن ثم يحسن أن تتغير رؤيتك للأمور والظن بأن الحياة تعيسة وغير ذلك من الأفضل أن تتغير تلك الرؤية وبذلك تتعزز الثقة بالنفس وتتغير رؤية الأمور وتستمرين في النجاح تلو النجاح.
فلا داعي للقلق والخوف ولا داعي للصراع فنتعامل مع تلك الخصائص على أنها إحدى مميزاتك ولنشارك ونعبر عن الرأي بثبات ومن أجل أن نفهم هل الرأي خطأ أم صواب وهكذا نتعلم.
مرحبا بك مرة أخرى وبرسالتك ونود أن تجدي في الإجابة الشفاء ونسعد بالتواصل معك عبر موقع المستشار جزى الله القائمين عليه خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. سليمان رجب سيد أحمد
المصدر: موقع المستشار